نام کتاب : قرب الاسناد نویسنده : الحميري القمي جلد : 1 صفحه : 307
عز وجل يمضيها ويقدرها بقدرته فيها والسلطان عليها ، توكل بحفظ ماضيها وتمام باقيها ، فلا مقدم لما أخر منها ولا مؤخر لما قدم ، استأثر بالبقاء وخلق خلقه للفناء ، أسكنهم دنيا سريع زوالها قليل بقاؤها ، وجعل لهم مرجعا إلى دار لا زوال لها ولا فناء . وكتب الموت على جميع خلقه ، وجعلهم أسوة فيه ، عدلا منه عليهم عزيزا وقدرة منه عليهم ، لا مدفع لاحد منه ولا محيص له عنه ، حتى يجمع الله تبارك وتعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه ، ويرث به أرضه ومن عليها ، وإليه يرجعون . بلغنا - أطال الله بقاءك - ما كان من قضاء الله الغالب في وفاة أمير المؤمنين موسى صلوات الله عليه ورحمته ومغفرته ورضوانه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، إعظاما لمصيبته وإجلالا لرزئه [1] وفقده ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون ، صبرا لأمر الله عز وجل وتسليما لقضائه ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون لشدة مصيبتك علينا خاصة ، وبلوغها من حر قلوبنا ونشوز أنفسنا . نسأل الله أن يصلي على أمير المؤمنين وأن يرحمه ، ويلحقه بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبصالح سلفه ، وأن يجعل ما نقله إليه خيرا مما أخرجه منه ، ونسأل الله أن يعظم أجرك - أمتع الله بك وأن يحسن عقباك ، وأن يعوضك من المصيبة بأمير المؤمنين صلوات الله عليه أفضل ما وعد الصابرين من صلواته ورحمته وهداه . ونسأل الله أن يربط على قلبك ، ويحسن عزاءك وسلوتك ، والخلف عليك ، ولا يريك بعده مكروها في نفسك ولا في شئ من نعمته عليك . وأسأل الله أن يهنيك خلافة أمير المؤمنين أمتع الله به وأطال بقاءه ومد في عمره وانسأ في أجله ، وأن يسوغكما بأتم النعمة وأفضل الكرامة ، وأطول العمر ،