responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 58


( و من أراد الله خذلانه وأن يكون دينه معاراً مستودعاً - نعوذ بالله منه - سبّب له أسباب الاستحسان ) أي خلا بينه وبينها ويعمل بعقله ما رآه حسناً مثل القياس وأصالة البراءة ومفهوم اللّقب ومفهوم الصفة ( 1 ) إلى غير ذلك من المحسّنات العقليّة في أصول العقائد وفروعها ( والتقليد للآباء ) والكبراء ( و التأويل ) في المجمل المتشابه وغيرهما بمجرّد رأيه ( من غير علم وبصيرة ) ناشية من الكتاب والسنّة ، وقول أهل البيت ( عليهم السلام ) ( فذاك في المشيّة إن شاء الله تبارك وتعالى أتمّ إيمانه ) ووفّقه لسلوك سبيل النجاة ( وإن شاء سلبه إيّاه ) ووكله إلى نفسه ، والنفس أمّارة بالسوء فتورده موارد الهلكات ( ولا يؤمن عليه أن يصبح مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ) مثله كمثل المسافر لا بصيرة له وقد صادفه طريقان : أحدهما يوصله إلى المطلوب والآخر يبعده عنه ، فان سلك الأوّل فقد اهتدى وإن سلك الآخر فقد ضلّ ، أو كمثل مسافر سلك طريقاً مخوفاً قد كثر فيه السباع وقطّاع الطريق فإن سلم منهم فقد رشد وإلاّ فقد هلك ( لأنّه كلّما رأى كبيراً من الكبراء مال معه ) من غير علم بأنّ ذلك حقّ أو باطل وقد ذمّهم سبحانه بقوله ( وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) وحكى عنهم بقوله ( يوم تقلّب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرّسولا ) ( وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا * ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً ) ) ( وكلّما رأى شيئاً استحسن ظاهره قبله ) لاستيناس قلبه بظواهر المحسوسات واستيحاش عقله عن بواطن المعقولات ; إذ المعقولات إنّما تدرك بعلوم برهانية وأنوار ربّانيّة وهي مفقودة فيه ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ) فلذلك أفلس قلبه عن معرفة الأشياء على ما هي عليه وعن معرفة الأحكام وأحوال الآخرة التي بها قوام الايمان وثباته ( وقد قال العالم ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل خلق النبيين على النبوّة فلا يكونون إلاّ أنبياء ) ولا يتزايلون عن وصف النبوّة أصلا ( وخلق الأوصياء على الوصية فلا يكونون إلاّ أوصياء ) ولا يتفارقون عن معنى الوصاية والخلافة أبداً ( وأعار قوماً إيماناً فإن شاء تمّمه لهم وإن شاء سلبهم إيّاه ، قال : وفيهم جرى قوله فمستقرّ ومستودع ) مستقرّ بفتح القاف أو كسرها على اختلاف القراءة جار في النّبي والوصيّ فبالفتح اسم مفعول يعني مثبت في الايمان ، أو اسم مكان يعنى له موضع استقرار وثبات فيه وبالكسر اسم فاعل يعني مستقرّ ثابت فيه . و مستودع بفتح الدّال اسم مفعول أو اسم مكان جار في المُعار ، واعلم أنّ الايمان والكفر طريقان


1 - ليس هذه الأمور ممّا يوجب الخذلان غير القياس والتفصيل في علم أصول الفقه ولكن الشارح جارى مع معاصريه من الأخباريين . والظاهر من حاشيته على المعالم وشرحه الزبدة أنه ناهج منهج أهل الاجتهاد ويتبع الدليل في الأصول والمفاهيم غيرها . ( ش )

58

نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست