responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 27


مبدء كلّ موجود ، ومنتهى كلّ مقصود ، المتعال عن التشابه بالخلق . هذه الكلمة الطيّبة أشرف كلمة وحّد بها الخالق عزّ اسمه وهي منطبقة على جميع مراتب التوحيد ، وقد سمّيت فاتحة الإسلام .
ونقل عن بعض العلماء أنّ الله سبحانه جعل عذابه نوعين أحدهما السيف في يد المسلمين والثاني عذاب الآخرة ، فالسيف غلاف يرى والنار في غلاف لا يرى فقال تعالى لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) من أخرج لسانه من الغلاف المرئي وهو الفم فقال « لا إله إلاّ الله » أدخلنا السيف في الغمد المرئي ، ومن أخرج لسان قلبه من الغلاف الّذي لا يرى وهو غلاف الشرك فقال : « لا إله إلاّ الله » أدخلنا سيف عذاب الآخرة في غمد الرحمة واحدة بواحدة جزاء ولا ظلم اليوم .
* الأصل :
« ضلّت الأوهام عن بلوغ كنهه ، وذهلت العقول أن تبلغ غاية نهايته لا يبلغه حدُّ وهم ، ولا يدركه نفاذ بصر ، وهو السميع العلم ، احتجّ على خلقه برسله ، وأوضح الأُمور بدلائله ، وابتعث الرسل مبشرين ومنذرين ، ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة ، وليعقل العباد عن ربّهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيّته بعدما أنكروه ، ويوحدوه بالالهيّة بعد ما أضدّوه ، أحمده حمداً يشفي النفوس ; ويبلغ رضاه ، ويؤدي شكر ما وصل إلينا من سوابغ النعماء ، وجزيل الآلاء ، وجميل البلاء » .
* الشرح :
( ضلّت الأوهام عن بلوغ كنهه ) إشارة إلى نفي الحدّ عنه لانّه تعالى ليس بمركّب وكلُّ ما ليس بمركّب لا يمكن إدراك كنه حقيقته بالحدّ . أمّا الصغرى فلانّ كلّ مركّب محتاج إلى الجزء الّذي هو غيره ، وكل محتاج إلى الغير ممكن لأنَّ ذاته بذاته من دون ملاحظة الغير لا يكون كافيا في وجوده وإن لم يكن فاعلا له خارجاً عنه ، وأمّا الكبرى فلأنّ إدراك كنه الحقيقة إنّما يكون من الحدِّ المؤلف من أجزائها كما بيّن في موضعه والله سبحانه منزّه عن أن يكون لكنهه أجزاء .
( و ذهلت العقول أن تبلغ غاية نهايته ) يمكن أن يراد بالغاية المسافة ونهاية الشئ آخره ، فالإضافة لاميّة ويمكن أن يراد بها النهاية . قال الجوهري : « النهاية : الغاية » فالإضافة بيانيّة . وإنما لا تبلغ العقول غاية نهايته لأنه لا نهاية له ، إذ ليس له طبيعة امتداديّة تنتهي إلى حدّ ونهاية ، وأيضاً لا يطرء عليه العدم ، « فهذا الكلام مثل قول العرب « لا يرى بها ضبّ ينجحر » أي ليس بها ضبّ فضلا عن أنّه ينجحر .
لا يقال : ذهول العقول عن البلوغ أي نسيانها عنه يشعر بإمكان البلوغ في نفسه .
لأنّا نقول : الذّهول عن الشئ يستلزم عدم حصول ذلك الشئ والمراد هنا هذا اللازم على سبيل الكناية على أنّ ذلك الاشعار ممنوع ألا ترى أنّ غفلتنا عن وجود شريك البارىء لا يستلزم وجوده .

27

نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست