responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكافي نویسنده : الشيخ الكليني    جلد : 1  صفحه : 119


< ملحق = 119 . tif > ولا المنشئ من المنشأ ، لكنه المنشئ ، فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه إذ كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا ، قلت : أجل جعلني الله فداك لكنك قلت : الاحد الصمد وقلت :
لا يشبهه شئ والله واحد والانسان واحد أليس قد تشابهت الوحدانية ؟ قال : يا فتح أحلت [1] ثبتك الله إنما التشبيه في المعاني ، فأما في الأسماء فهي واحدة وهي دالة [2] على المسمى وذلك أن الانسان وإن قيل واحد فإنه يخبر أنه جثة واحدة وليس باثنين والانسان نفسه ليس بواحد لان أعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة ومن ألوانه مختلفة غير واحد وهو اجزاء مجزاة ، ليست بسواء ، دمه غير لحمه ولحمه غير دمه وعصبه غير عروقه وشعره غير بشره وسواده غير بياضه وكذلك سائر جميع الخلق ، فالانسان واحد في الاسم ولا واحد في المعنى والله جل جلاله هو واحد لا واحد غيره لا اختلاف فيه ولا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان ، فأما الانسان المخلوق المصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة وجواهر شتى غير أنه بالاجتماع شئ واحد [3] قلت : جعلت فداك فرجت عني فرج الله عنك فقولك :
اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد فاني أعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل [4] غير أني أحب أن تشرح ذلك لي ، فقال : يا فتح إنما قلنا : اللطيف للخلق اللطيف [ و ] لعلمه بالشئ اللطيف أو لا ترى وفقك الله وثبتك إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس [5] وما هو أصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون ، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى والحدث المولود من القديم ، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتداءه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار [6] وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وإفهام بعضها < / ملحق = 119 . tif >



[1] أي أتيت بالمحال
[2] في بعض النسخ [ دلالة ]
[3] فالوحدة في المخلوق هي الوحدة الشخصية التي تجتمع مع أنواع التكثرات وليست الا اجتماع أمور متكثرة ووحدته سبحانه هي نفي التجزي والكثرة عنه سبحانه مطلقا . ( آت )
[4] بالصاد المهملة أي : للفرق الظاهر بينه وبين خلقه ، أو بالمعجمة أي لما بينت من فضله على المخلوق . ( آت )
[5] الجرجس بكسر المعجمتين البعوض الصغار فهو من قبيل عطف الخاص على العام .
[6] لجة البحر : معظمه . واللحاء بالكسر والمد : قشر الشجر . وافهام اما بالكسر أو بالفتح . ( آت ) .

119

نام کتاب : الكافي نویسنده : الشيخ الكليني    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست