حتى لقد غرتهم أناتك عن الرجوع ، وصدهم إمهالك ، عن النزوع ، وإنما تأنيت بهم ليفيؤا إلى أمرك ، وأمهلتهم ثقة بدوام ملكك ، فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها ، و من كان من أهل الشقاوة خذلته لها ، كلهم صائرون إلى حكمك ، وأمورهم آئلة إلى أمرك ، لم يهن على طول مدتهم سلطانك ، و لم يدحض لترك معاجلتهم برهانك ، حجتك قائمة لا تدحض ، وسلطانك ثابت لا يزول ، فالويل الدائم لمن جنح عنك ، والخيبة الخاذلة لمن خاب منك ، والشقاء