إلهي ، عصاك آدم فغفرت له ، وعصاك خلق من ذريته ، فيا من عفا عن الوالد ( 16 ) معصيته ، أعف عن الولد العصاة لك من ذريته . إلهي ، خلقت جنتك لمن أطاعك ، ووعدت فيها ما لا يخطر بالقلوب ، ونظرت إلى عملي ، فرأيته ضعيفا يا مولاي ، وحاسبت نفسي ، فلم أجد أن أقوم بشكر ما أنعمت علي ، وخلقت نارا لمن عصاك ، ووعدت فيها أنكالا ( 17 ) وجحيما وعذابا ، وقد خفت يا مولاي أن أكون مستوجبا لها لكبير جرأتي ، وعظيم جرمي ، وقديم إساءتي ، فلا يتعاظمك ذنب تغفره لي ، ولا لمن هو أعظم جرما مني لصغر خطري ( 18 ) في ملكك مع يقيني بك ، وتوكلي ورجائي لديك . إلهي ، جعلت لي عدوا يدخل قلبي ، ويحل محل الرأي والفكرة مني ، وأين الفرار إذا لم يكن منك عون عليه ؟ ! إلهي ، إن الشيطان فاجر خبيث ، كثير المكر ، شديد الخصومة ، قديم العداوة ، كيف ينجو من يكون معه في دار وهو المحتال ؟ ! إلا أني أجد كيده ضعيفا ، فإياك نعبد وإياك نستعين ، وإياك نستحفظ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يا كريم يا كريم يا كريم . ( 202 ) دعاؤه عليه السلام في المناجاة
16 - الوالد : يعني به هنا " آدم عليه السلام " . 17 - أنكالا : قيودا شديدا . 18 - خطري : قدري .