المستتر عائد إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، ولا يصحّ أن يكون على صيغة المخاطب ، و [ لا يصح أن يكون ] " لا " ناهية ؛ لثبوت حرف العلّة إلاّ على القليل النادر . والمعنى : ولا يصرفك أبو عبد الله ( عليه السلام ) بحُسن بيانه وحججه نحو الاسترسال والانقياد إلى قوله فيسلّمك أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، أو الاسترسال على الإسناد المجازي " إلى عقال " - وهو ما يعقل به البعير - أي إن أرخيت العنان معه أفضى بك إلى ما يحبسك عن الجواب فتفحم ، فاحفظ نفسك منه ، " وسُمْهُ مالك وما عليك " أمر من " سامه يسومه العذاب " ، أي حمله عليه ؛ والمعنى : احمله على أن يسمع منك مالك وما عليك من السؤال والجواب . * قوله : ويتروّح إذا شاء باطناً [ ص 75 ح 2 ] هكذا جاءت النسخ المعتبرة للكتاب ، والظاهر أنّ " باطناً " حال مؤكّدة لعاملها وهو وذو الحال محذوفان والتقدير ويتروّح ، أي يخلع الجسد ويصير روحاً محضاً " إذا شاء " بطن " باطناً " ، أي خفي عن إدراك الحواسّ الظاهرة ، وهذا غاية في المدح . قوله : نشوءك ولم تكن [ ص 75 ح 2 ] " النَشء " بفتح أوّله مصدر نشأ الغلام : إذا شبّ وأيفع ، وحقيقته الذي ارتفع عن حدّ الصبى وقرب من الإدراك ، وقد جاء مصدره " النشوء " أيضاً على فعول ، وقوله في الحديث " نشوءك ولم تكن " منصوب على أنّه عطف بيان من قوله : " قدرته " وجملة " ولم تكن " حالية ، وكذلك قوله : " كبرك بعد صغرك " وما بعده من المصادر وما بعدها . * قوله : فأخبرني متى كان [ ص 78 ح 3 ] في كتاب التوحيد للصدوق بعد هذا السؤال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : " فأخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان " قال الرجل : فما الدليل عليه ؟ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : " إنّي لمّا