نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 624
وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى ، كما أجراهم في الغنيمة ، فبدأ بنفسه جل جلاله ، ثم برسوله ، ثم بهم ، وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله . وكذلك في الطاعة ، قال : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) [1] ، فبدأ بنفسه ، ثم برسوله ، ثم بأهل بيته . وكذلك آية الولاية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) [2] فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته ، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ ، فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت ! فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ، ونزه رسوله ، ونزه أهل بيته ، فقال : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ) [3] فهل تجد في شئ من ذلك أنه جعل عز وجل سهما لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى ؟ لأنه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله نزه أهل بيته ، لا بل حرم عليهم ، لان الصدقة محرمة على محمد وآله ، وهي أوساخ أيدي الناس لا تحل لهم ، لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ ، فلما طهرهم الله واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه ، وكره لهم ما كره لنفسه عز وجل ، فهذه الثامنة . وأما التاسعة : فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [4] فقالت العلماء : إنما عنى بذلك اليهود والنصارى . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) سبحان الله ! وهل يجوز ذلك ؟ إذن يدعونا إلى دينهم . ويقولون : إنه أفضل من دين الاسلام .