نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 616
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) [1] ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال : ( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ) [2] فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم . فقال المأمون : من العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : الذين وصفهم الله في كتابه ، فقال عز وجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [3] ، وهم الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم . قالت العلماء : أخبرنا - يا أبا الحسن - عن العترة ، أهم الآل ، أو غير الآل ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : هم الآل . فقال العلماء : فهذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤثر عنه أنه قال : أمتي آلي . وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه : آل محمد أمته . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل ؟ قالوا : نعم . قال : فتحرم على الأمة ؟ قالوا : لا . قال : هذا فرق ما بين الآل والأمة ، ويحكم أين يذهب بكم ، أضربتم عن الذكر صفحا ، أم أنتم قوم مسرفون ! أما علمتم أنه وقعت الوارثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟ قالوا : ومن أين يا أبا الحسن ؟ قال : من قول الله عز وجل : ( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) [4] فصارت وارثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين ، أما علمتم أن نوحا ( عليه السلام ) حين سأل ربه : ( فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم