نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 6
وثقتهم [1] . وقد عاش شيخنا الصدوق في كنف أبيه وظل رعايته نيفا وعشرين سنة ينهل من معارفه ويستمد من فيض علومه ويقتبس من أخلاقه وآدابه . وكانت نشأة شيخنا الصدوق الأولى في بلدة قم من بلاد إيران ، وهي إحدى مراكز العلم يومئذ ، حيث كانت تعج بالعلماء وحملة الحديث ، وكانت مهبط شيوخ الرواية ، يقصدونها من شتى ديار الاسلام . وقد أكثر الشيخ الصدوق من مجالسة العلماء في قم والسماع منهم والرواية عنهم ، أمثال الشيخ محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، وحمزة بن محمد بن أحمد ابن جعفر بن محمد بن زيد بن علي ( عليه السلام ) وغيرهما . وفي مثل هذه الأجواء ، بدت في شيخنا الصدوق ملامح النبوغ والرقي ، وذلك بدعاء الإمام ( عليه السلام ) له ونعته بالفقه والبركة وانتفاع الناس به ، ولم تمض برهة حتى أصبح الشيخ الصدوق آية في الحفظ والذكاء ، ففاق أقرانه بالفضل والعلم وطار صيته حتى أشير إليه بالبنان . وقد كانت الفترة التي عاشها شيخنا الصدوق هي فترة حكم الديالمة آل بويه وأمرائهم المعروفين بحسن خدمتهم لأهل العلم وتأييدهم لهم والمبالغة في إكرامهم وتبجيلهم ، مما له بالغ الأثر في مسيرة شيخنا الصدوق العلمية ، وتوجهاته وأسفاره ، وقد كان أمراء البلاد الاسلامية في تلك الفترة جلهم من الشيعة فإضافة إلى الديالمة في إيران ( 321 - 447 ه ) هناك الدولة العبيدية الفاطمية في شمال أفريقيا ( 296 - 567 ه ) والحمدانية في الموصل وبلاد الشام ( 333 - 394 ه ) . رحلاته وأسفاره : لم تكن همة الشيخ الصدوق مقصورة على الاخذ من مشايخ بلدته قم