نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 529
فاضطجع الحسن على عضد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الأيمن ، والحسين على عضده الأيسر فغفيا ، وانتبها قبل أن ينتبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد كانت فاطمة ( عليها السلام ) لما ناما انصرفت إلى منزلها ، فقالا لعائشة : ما فعلت أمنا ؟ قالت : لما نمتما رجعت إلى منزلها . فخرجا في ليلة ظلماء مدلهمة ذات رعد وبرق ، وقد أرخت السماء عزاليها [1] ، فسطع لهما نور ، فلم يزالا يمشيان في ذلك النور ، والحسن قابض بيده اليمنى على يد الحسين اليسرى ، وهما يتماشيان ويتحدثان ، حتى أتيا حديقة بني النجار ، فلما بلغا الحديقة حارا ، فبقيا لا يعلمان أين يأخذان ، فقال الحسن للحسين : إنا قد حرنا ، وبقينا على حالتنا هذه ، وما ندري أين نسلك ، فلا عليك أن ننام في وقتنا هذا حتى نصبح . فقال له الحسين ( عليه السلام ) : دونك يا أخي فافعل ما ترى ، فاضطجعا جميعا ، واعتنق كل واحد منهما صاحبه وناما . وانتبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) من نومته التي نامها ، فطلبهما في منزل فاطمة ، فلم يكونا فيه ، وافتقدهما ، فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) على رجليه ، وهو يقول : إلهي وسيدي ومولاي ، هذان شبلاي ، خرجا من المخمصة والمجاعة ، اللهم أنت وكيلي عليهما . فسطح للنبي ( صلى الله عليه وآله ) نور ، فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار ، فإذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه ، وقد تقشعت السماء فوقهما كطبق ، فهي تمطر كأشد مطر ، ما رآه الناس قط ، وقد منع الله عز وجل المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان ، لا يمطر عليهما قطرة ، وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام [2] القصب وجناحان ، جناح قد غطت به الحسن ، وجناح قد غطت به الحسين ، فلما أن بصر بهما النبي ( صلى الله عليه وآله ) تنحنح ، فانسابت الحية وهي تقول : اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك أن هذين شبلا نبيك ، قد حفظتهما عليه ودفعتهما
[1] أي انهمرت بالمطر . [2] الآجام : جمع أجمة ، الشجر الكثير الملتف .
529
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 529