نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 524
قال : فقلت : أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كنا قعودا عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا جاءت فاطمة ( عليها السلام ) تبكي بكاء شديدا ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك ، يا فاطمة ؟ قالت : يا أبه ، عيرتني نساء القريش ، وقلن : إن أباك زوجك من معدم [1] لا مال له . فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لا تبكي ، فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه ، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل ، وإن الله عز وجل اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا ، فزوجك إياه ، واتخذه وصيا ، فعلي أشجع الناس قلبا ، وأحلم الناس حلما ، وأسمح الناس كفا ، وأقدم الناس سلما ، وأعلم الناس علما ، والحسن والحسين ابناه ، وهما سيدا شباب أهل الجنة ، واسمهما في التوراة شبر وشبير لكرامتهما على الله عز وجل . يا فاطمة لا تبكين ، فوالله انه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين ، وعلي حلتين ، ولواء الحمد بيدي ، فأناوله عليا لكرامته على الله عز وجل . يا فاطمة لا تبكين ، فإني إذا دعيت إلى رب العالمين يجئ علي معي ، وإذا شفعني الله عز وجل شفع عليا معي . يا فاطمة لا تبكين ، إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم : يا محمد ، نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمن ، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب . يا فاطمة ، علي يعينني على مفاتيح الجنة ، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة . فلما قلت ذلك ، قال : يا بني ، ممن أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة . قال : أعربي أنت ، أم مولى ؟ قلت : بل عربي . قال : فكساني ثلاثين ثوبا ، وأعطاني عشرة آلاف درهم . ثم قال : يا شباب ، قد أقررت عيني ، ولي إليك حاجة . قلت : قضيت إن شاء الله . قال : فإذا كان غدا فأت مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي ( عليه السلام ) . قال : فطالت علي تلك الليلة ، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي ، فقمت في الصف ، فإذا إلى جانبي شاب متعمم ، فذهب ليركع ، فسقطت عمامته ،