نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 289
عن توبيخي بكرم وجهك . إلهي وسيدي ، ارحمني مصروعا على الفراش ، تقلبني أيدي أحبتي ، وارحمني مطروحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي ، وارحمني محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغربتي ووحدتي . قال طاوس فبكيت حتى علا نحيبي ، فالتفت إلي ، فقال : ما يبكيك يا يماني ؟ أوليس هذا مقام المذنبين ؟ فقلت : حبيبي حقيق على الله أن لا يردك وجدك محمد ( صلى الله عليه وآله ) . قال : فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفر من أصحابه ، فالتفت إليهم فقال : معاشر أصحابي ، أوصيكم بالآخرة ، ولست أوصيكم بالدنيا ، فإنكم بها مستوصون ، وعليها حريصون ، وبها مستمسكون . معاشر أصحابي ، إن الدنيا دار ممر ، والآخرة دار مقر ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم ، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم ، أما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة والقرون الماضية ؟ ألم تروا كيف فضح مستورهم وأمطر مواطر الهوان عليهم ، بتبديل سرورهم ، بعد خفض عيشهم ولين رفاهيتهم ، صاروا حصائد النقم ، ومدارج المثلات ؟ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم [1] . 322 / 6 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : كان بالمدينة رجل بطال يضحك الناس منه ، فقال : قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه - يعني علي بن الحسين ( عليهما السلام ) - قال : فمر علي ( عليه السلام ) وخلفه موليان له ، فجاء الرجل حتى انتزع رداءه من رقبته ، ثم مضى ، فلم يلتفت إليه علي ( عليه السلام ) ، فاتبعوه وأخذوا الرداء منه ، فجاءوا به فطرحوه عليه ، فقال لهم : من هذا ؟ فقالوا له : هذا رجل بطال يضحك منه أهل المدينة . فقال : قولوا له :