نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 257
الصلوات إلى الله عز وجل ، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات . وأما صلاة المغرب ، فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم ، وكان بين ما أكل من الشجرة ، وبين ما تاب الله عليه ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا ، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة ، من وقت صلاة العصر إلى العشاء ، فصلى آدم ثلاث ركعات : ركعة لخطيئته ، وركعة لخطيئة حواء ، وركعة لتوبته ، فافترض الله عز وجل هذه الثلاث ركعات على أمتي ، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء ، فوعدني ربي أن يستجيب لمن دعاه فيها ، وهذه الصلاة التي أمرني بها ربي عز وجل ، فقال ( سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) [1] . وأما صلاة العشاء الآخرة ، فإن للقبر ظلمة ، وليوم القيامة ظلمة ، أمرني الله وأمتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت ، لتنور لهم القبور ، وليعطوا النور على الصراط ، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله جسدها على النار ، وهي الصلاة التي اختارها الله للمرسلين قبلي . وأما صلاة الفجر ، فإن الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان ، فأمرني الله عز وجل أن أصلي صلاة الفجر قبل طلوع الشمس ، وقبل أن يسجد لها الكافر ، فتسجد أمتي لله ، وسرعتها أحب إلى الله ، وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار . قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني لأي شئ توضأ هذه الجوارح الأربع ، وهي أنظف المواضع في الجسد ؟ قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لما أن وسوس الشيطان إلى آدم ، ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ، ذهب ماء وجهه ، ثم قام ، وهو أول قدم مشت إلى الخطيئة ، ثم تناول بيده ، ثم مسها فأكل منها ، فطار الحلي والحلل عن جسده ، ثم وضع يده على أم رأسه وبكى ، فلما تاب الله عز وجل عليه ، فرض الله عز وجل عليه وعلى ذريته الوضوء