responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 236


نعم ، إن ضمنت لي أربع خصال : نعيما لا يزول ، وصحة لا سقم فيها ، وشبابا لا هرم فيه ، وحياة لا موت فيها . فقال له ذو القرنين وأي مخلوق يقدر على هذه الخصال !
فقال الشيخ : فإني مع من يقدر عليها ويملكها وإياك .
ثم مر برجل عالم ، فقال لذي القرنين : أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله عز وجل قائمين ، وعن شيئين جاريين ، وعن شيئين مختلفين ، وشيئين متباغضين ؟ فقال له ذو القرنين : أما الشيئان القائمان فالسماوات والأرض ، وأما الشيئان الجاريان فالشمس والقمر ، وأما الشيئان المختلفان فالليل والنهار ، وأما الشيئان المتباغضان فالموت والحياة . فقال : انطلق فإنك عالم .
فانطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتى مر بشيخ يقلب جماجم الموتى ، فوقف عليه بجنوده ، فقال ، له أخبرني - أيها الشيخ - لأي شئ تقلب هذه الجماجم ؟
قال : لأعرف الشريف من الوضيع ، والغني من الفقير ، فما عرفت ، وإني لأقلبها منذ عشرين سنة ، فانطلق ذو القرنين وتركه ، وقال : ما عنيت بهذا أحدا غيري .
فبينا هو يسير إذ وقع على الأمة العالمة من قوم موسى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون ، فلما رآهم قال لهم : أيها القوم ، أخبروني بخبركم ، فإني قد درت الأرض شرقها غربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ونورها وظلمتها ، فلم ألق مثلكم ، فأخبروني ما بال قبور موتاكم على أبواب بيوتكم ؟ قالوا : فعلنا ذلك لئلا ننسي الموت ، ولا يخرج ذكره من قلوبنا . قال : فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب ؟ قالوا : ليس فينا لص ولا ظنين [1] ، وليس فينا إلا أمين . قال : فما بالكم ليس عليكم أمراء ؟ قالوا : لا نتظالم .
قال : فما بالكم ليس بينكم حكام ؟ قالوا : لا نختصم . قال : فما بالكم ليس فيكم ملوك ؟
قالوا : لا نتكاثر . قال : فما بالكم لا تتفاضلون ولا تتفاوتون ؟ قالوا : من قبل أنا متواسون متراحمون . قال : فما بالكم لا تتنازعون ولا تختلفون ؟ قالوا : من قبل ألفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا . قال : فما بالكم لا تستبون ولا تقتتلون ؟ قالوا : من قبل أنا غلبنا طبائعنا



[1] أي متهم .

236

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست