نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 221
فحشيت حطبا ، وأرسل عليا ابنه ( عليه السلام ) في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء ، وهم على وجل شديد ، وأنشأ الحسين ( عليه السلام ) يقول : يا دهر أف لك من خليل * * كم لك في الاشراق والأصيل من طالب وصاحب قتيل * * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الامر إلى الجليل * * وكل حي سالك سبيلي ثم قال لأصحابه : قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم ، وتوضؤوا واغتسلوا ، واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم . ثم صلى بهم الفجر وعبأهم تعبئة الحرب ، وأمر بحفيرته التي حول عسكره فأضرمت بالنار ، ليقاتل القوم من وجه واحد . وأقبل رجل من عسكر عمر بن سعد على فرس له ، يقال له : ابن أبي جويرية المزني ، فلما نظر إلى النار تتقد صفق بيده ، ونادى : يا حسين وأصحاب حسين ، أبشروا بالنار ، فقد تعجلتموها في الدنيا ! فقال الحسين ( عليه السلام ) : من الرجل ؟ فقيل : ابن أبي جويرية المزني . فقال الحسين ( عليه السلام ) : اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا . فنفر به فرسه وألقاه في تلك النار فاحترق . ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر ، يقال له : تميم بن حصين الفزاري ، فنادى : يا حسين ويا أصحاب حسين ، أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات ؟ والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جرعا [1] . فقال الحسين ( عليه السلام ) : من الرجل ؟ فقيل : تميم بن حصين . فقال الحسين ( عليه السلام ) : هذا وأبوه من أهل النار ، اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم . قال : فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه ، فوطئته الخيل بسنابكها فمات . ثم أقبل رجل آخر من عسكر عمر بن سعد ، يقال له محمد بن الأشعث به قيس الكندي ، فقال : يا حسين بن فاطمة ، أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك ؟ فتلا الحسين ( عليه السلام ) هذه الآية ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل