responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 216


به إربا إربا ، فإنه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته ، ويواربك مواربة [1] الثعلب للكلب ، وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله ، وهو من لحم رسول الله ودمه ، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه ، فإن ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول الله ، ولا تؤاخذه بفعله ، ومع ذلك فإن لنا به خلطة [2] ورحما ، وإياك أن تناله بسوء ، أو يرى منك مكروها .
قال : فلما هلك معاوية ، وتولى الامر بعده يزيد ( لعنه الله ) ، بعث عامله على مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو عمه عتبة بن أبي سفيان ، فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم ، وكان عامل معاوية ، فأقامه عتبة من مكانه وجلس فيه ، لينفذ فيه أمر يزيد ، فهرب مروان فلم يقدر عليه ، وبعث عتبة إلى الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فقال : إن أمير المؤمنين أمرك أن تبايع له . فقال الحسين ( عليه السلام ) : يا عتبة ، قد علمت أنا أهل بيت الكرامة ، ومعدن الرسالة ، وأعلام الحق الذي أودعه الله عز وجل قلوبنا ، وأنطق به ألسنتنا ، فنطقت بإذن الله عز وجل ، ولقد سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان ، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذا .
فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين ، من عتبة بن أبي سفيان . أما بعد ، فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة ، فرأيك في أمره والسلام . فلما ورد الكتاب على يزيد ( لعنه الله ) كتب الجواب إلى عتبة : أما بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه وبين لي في كتابك كل من في طاعتي ، أو خرج عنها ، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي .
فبلغ ذلك الحسين ( عليه السلام ) ، فهم بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق ، فلما أقبل الليل راح إلى مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليودع القبر ، فلما وصل إلى القبر



[1] واربه : داهاه وخاتله وخادعه .
[2] الخلطة : العشرة ، وفي نسخة : خلة .

216

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست