responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 138


فاستترت له ، وأخملت [1] الحركة ، فركع ركعات في جوف الليل الغابر ، ثم فزع إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى ، فكان مما ناجى به الله أن قال : إلهي ، أفكر في عفوك ، فتهون علي خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي . ثم قال : آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها ، فتقول : خذوه ، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشريته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملا إذا أذن فيه بالنداء . ثم قال : آه من نار تنضج الأكباد والكلى ، آه من نار نزاعة للشوى [2] ، آه من غمرة من ملهبات [3] لظى .
قال : ثم أنعم [4] في البكاء ، فلم أسمع له حسا ولا حركة ، فقلت : غلب عليه النوم لطول السهر ، أوقظه لصلاة الفجر . قال أبو الدرداء فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة ، فحركته فلم يتحرك وزويته [5] فلم ينزو ، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مات والله علي ابن أبي طالب . قال : فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : يا أبا الدرداء ، ما كان من شأنه ومن قصته ؟ فأخبرتها الخبر ، فقالت : هي والله - يا أبا الدرداء - الغشية التي تأخذه من خشية الله ، ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه ، فأفاق ونظر إلي وأنا أبكي ، فقال : مم بكاؤك ، يا أبا الدرداء ؟ فقلت : مما أراه تنزله بنفسك . فقال : يا أبا الدرداء ، فكيف لو رأيتني ودعي بي إلى الحساب ، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب ، واحتوشتني [6] ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ ( 7 ) ! فوقفت بين يدي الملك الجبار ، قد أسلمني الأحباء ، ورحمني أهل الدنيا ، لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية .



[1] أي أخفيت .
[2] الشوى : جمع شواة ، وهي جلدة الرأس ، والشوى أيضا : الأطراف .
[3] في نسخة : لهبات .
[4] أي أطال وزاد ، وفي نسخة : انغمر .
[5] زوى الشئ : جمعة وقبضه .
[6] احتوش القوم القاسي .

138

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست