نام کتاب : ينابيع المودة لذوي القربى نویسنده : القندوزي جلد : 1 صفحه : 11
قال ابن أبي الحديد : فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الاسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره - يعني أمير المؤمنين عليه السلام - ، والتحريض عليه ، ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه ، بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة ، أو يرفع له ذكرا ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموا ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم تضوع نشره ، كالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة ، أدركته عيون كثيرة . فبرغم خوف المحب واستضراء العدو وفقدان وسائل الاعلام ، بل عملها الدؤوب ضد أهل البيت وصلنا هذا الكم الهائل وبهذه الكيفية الرائعة . رابعا - كانت مناقب أهل البيت عبارة عن تسجيل للسيرة الذاتية لهم ، بمعنى : أ - ان حياتهم كلها كانت منقبة وفضيلة ، فما تجد لهم زللا ولا خطلا ، بل كل ما تجده خير وعطاء . ب - ان الشهادات والأوسمة الممنوحة لهم بكثرة تختلف اختلافا نوعيا عن غيرهم ، حيث كانت عبارة عن لوائح تعريف بالآل ، وكشف ستار عنهم ، ليعرفهم الناس ويتمسكوا بهم . كما في حديث " خاصف النعل " وما ورد في بيان قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . . ) ، وغيرها على منوالها كثير ، من قبيل : . . . " هذا على خليفتي " ، " هذا علي وصيي " ، " علي مني وأنا منه " ، " هذان ابناي . . . ريحانتاي . . . الحسن والحسين سبطان من الأسباط . . . إمامان . . . " الخ . ومن هنا كانوا عليهم السلام يتحدثون عن أنفسهم لعل الناس يدركون شيئا من حقيقتهم ، كما في خطبة أمير المؤمنين القاصعة وحديث الإمام الباقر عليه السلام " نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة " يأمن من ركبها . . . " .
11
نام کتاب : ينابيع المودة لذوي القربى نویسنده : القندوزي جلد : 1 صفحه : 11