وإلى من قبلك [1] جرير بن عبد الله ، وهو من أهل الإيمان والهجرة . فبايع ولا قوة إلا بالله " . فلما قرأ الكتاب قام جرير فقال : الحمد لله المحمود بالعوائد [2] ، المأمول منه الزوائد ، المرتجى منه الثواب المستعان على النوائب . أحمده وأستعينه في الأمور التي تخير دونها الألباب ، وتضمحل عندها الأسباب [3] . وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كل شئ هالك إلا وجهه ، له الحكم وإليه ترجعون . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بعد الفترة ، وبعد الرسل الماضية [4] والقرون الخالية [5] ، والأبدان البالية ، والجبلة الطاغية ، فبلغ الرسالة ، ونصح الأمة ، وأدى الحق الذي استودعه الله وأمره بأدائه إلى أمته . صلى الله عليه وسلم من مبتعث ومنتجب [6] . ثم قال : أيها الناس ، إن أمر عثمان قد أعيا من شهده ، فما ظنكم بمن غاب عنه . وإن الناس بايعوا عليا غير واتر ولا موتور ، وكان طلحة والزبير ممن بايعه ثم نكثا بيعته على غير حدث . ألا وإن هذا الدين لا يحتمل الفتن
[1] كلمة : " وإلى من قبلك " ساقطة من ح . [2] العوائد : جمع عائدة ، وهي المعروف ، والصلة ، والفضل . [3] الأسباب : جمع سبب ، وهو كل ما يتوصل به إلى غيره . وفي الأصل : " الأرباب " ولا وجه له . وهذه الجملة ساقطة من ح . [4] ح : " بعد فترة من الرسل الماضية " . [5] الكلام بعد هذه الكلمة إلى : " الطاغية " ليس في ح . [6] منتجب ، بالجيم : مختار . وانظر ما سبق في ص 10 . ح : " من رسول ومبتعث ومنتخب " .