responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 91


توثبك علي يا معاوية على أمر لست من أهله ، لا بفعل في الدين معروف ، ولا أثر في الاسلام محمود ، وأنت ابن حزب من الأحزاب وأعداء قريش لرسول الله ولكتابه ، والله تعالى حسيبك ، فسترد وتعلم لمن عقبى الدار ، وبالله لتلقين ربك عن قليل ثم ليجزينك بما قدمت يداك ( وما ربك بظلام للعبيد ) [1] ، إن عليا لما مضى لسبيله رحمة الله عليه يوم قبض ويوم يبعث حيا ولاني أمر المسلمين من بعده ، فأسأل الله أن لا يؤتينا في هذه الدنيا الزائلة شيئا ينقصنا عنده في الآخرة مما عنده من كرامته ، وإنما حملني إلى الكتاب إليك الاعذار فيما بيني وبينك وبين الله تعالى في أمرك ، ولك في ذلك إن فعلته الحظ الجسيم والصلاح للمسلمين ، فدع التمادي في الباطل ، وادخل فيما دخل فيه الناس ممن تبعني ، فإنك تعلم أني أحق بهذا الامر منك عند الله وكل أواب حفيظ ومن له قلب منيب ، ودع البغي واحقن دماء المسلمين ، فوالله مالك خير في أن تلقى الله بدمائهم أكثر مما تلاقيه به ، وادخل في الاسلام والطاعة ، ولا تنازع الامر أهله ومن هو أحق به منك ، ليطفئ الله النائرة بذلك ، ويجمع الكلمة ، ويصلح ذات البين ، وإن أنت أبيت إلا التمادي في غيك سرت إليك بالمسلمين ، وحاكمتك حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، وبلغني أنك شمت بما لم يشمت به ذووا الحجى ، وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول :
[ فإنا ومن قد مات منا لكالذي * يروح فيمسي في المبيت ليغتدي ] [ فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تجهز لأخرى مثلها فكان قد ] ثم أرسل الكتاب إليه مع جندب الأزدي ، فقدم به على معاوية ، فقرأه وكتب جوابه :
أما بعد فقد وصل كتابك وفهمت ما ذكرت فيه ، ولقد علمت بما حدث ، فلم أفرح ولم آيس ، وإن عليا أباك لكما قال أعشى بن تغلبة :



[1] سورة فصلت ، الآية : 46 .

91

نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست