responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 89


الحق ، وقمع به الشرك ، وأعز به العرب ، وشرف به قريش خاصة ، فقال ( وإنه لذكر لك ولقومك فسوف تسألون ) [1] ، فلما توفاه الله تعالى تنازعت العرب الامر بعده ، فقالت قريش : نحن عشيرته وأوليائه فلا تنازعونا سلطاننا ، فعرفت لها العرب ذلك وجاحدتنا قريش ما عرفته لنا العرب ، فهاهنا ما أنصفتنا قريش ، فمضوا على ما مضوا عليه ، ولا غرو إلا منازعتك إيانا هذا الامر بغير حق في الدنيا معروف ، ولا أثر في الاسلام محمود ، فلله الموعد نسأل أن لا يؤتينا في هذه الدنيا شيئا ينقصنا عنده في الآخرة . إن عليا لما توفاه الله تعالى ولاني الامر بعده ، فاتق الله يا معاوية ، وانظر لامة محمد ما تحقن به دماؤها وتصلح به أمرها ، وبايع كما بايع أولو الفضل والدين والسلام .
وبعث بالكتاب مع الحارث بن سويد التيمي تيم الرباب ، وجندب الأسدي ، فقدما على معاوية ودفعا له كتاب الحسن ( ع ) ، ودعياه إلى البيعة فلم يجبهما ، وأظهر الشماتة بموت أمير المؤمنين ( ع ) ، وكتب إلى الحسن كتابا فيه رد جوابه :
أما بعد فقد فهمت ما ذكرت به رسول الله وهو أحق الأولين والآخرين بالفضل كله ، وذكرت تنازع المسلمين الامر بعده بتهمة أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وصلحاء المهاجرين ، فكرهت لك ذلك ، إن الأمة لما تنازعت الامر بعد نبيها رأت قريشا أحقها به : فرأت قريش والأنصار وذو الفضل من المسلمين أن يولوا من قريش أعلمها وأخشاها له وأقواها على الامر ، فاختاروا أبا بكر ، ولم يألوا ولو علموا مكان أبي بكر رجل غير أبي بكر يقوم مقامه ما عدلوا بالامر إلى أبي بكر ، والحال الآن بيني وبينك على ما كانوا عليه ، فلو علمت أنك أضبط لأمر الرعية ، وأحوط على هذه الأمة ، وأحسن سياسة ، وأكيد للعدو ، وأقوى على جمع الفئ مني ، سلمت إليك الامر بعد أبيك [ الذي ] سعى على عثمان



[1] سورة الزخرف ، الآية : 44 .

89

نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست