responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 61


وأخرج من ريتها عرقا فأدخله في جراحته ثم أخرجه ، وإذا عليه بياض الدماغ ، فقال الطبيب بعد أن استعبر وبكى : أعهد عهدك يا أمير المؤمنين فإن الضربة وصلت إلى الدماغ .
قال محمد بن الحنفية ، فبينما نحن ليلة عشرين من شهر رمضان عند أبي علي ( ع ) وقد سرى السم في جميع بدنه الشريف ، وكان تلك الليلة يصلي من جلوس وهو يعزينا على نفسه ويوصينا بما هو أهله من أفعال الخيرات واجتناب الشرور ، ويكثر من ذكر الله تعالى وقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فلما أصبحنا أقبل الناس يعودونه ويسلمون عليه فيرد عليهم وهو يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، قال الحسن ( ع ) فقلت سلوه قبل أن تفقدوه وخففوا سؤالكم عنه ، فما زالوا يسألونه عما يريدون وهو ( ع ) يجيبهم ويعلمهم كثيرا من الاحكام ، ويبين لهم من مسائل أصول الدين والاسلام ، ويوعظهم بما يزجرهم من ارتكاب الآثام ، قال : وكان ابن عباس حاضرا عنده ، قال : وفي نفسي أن أسأله عن سبعين مسألة وأنا مشفق عليه لما أرى ما به ، فما شعرت به إلا وقد قال لي : يا ابن العم عندك مسائل تريد أن تسألني عنها ؟ قلت : نعم ، فاحتوى على ما في نفسي ، وشرح لي عن كل مسألة مسألة ، ثم قال : أثنوا لي الوسادة فثنيت له ، فقال :
الحمد لله قدره متبعين أمره كما أحب ، ولا إله إلا الله الواحد ، الاحد ، الفرد ، الصمد كما انتسب . أيها الناس كل امرء لاق لاق ما يفر منه في فراره ، الاجل مساق النفس والهرب منه موافاته ، كم اطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الامر ، فأبى الله إلا اخفاءه . هيهات : علم مكنون . أما وصيتي فالله لا تشركوا به شيئا ، ومحمد صلى الله عليه وآله فلا تضيعوا سنته ، أقيموا هذين العمودين ، وأوقدوا هذين المصباحين ، وخلاكم ذم ما لم تشردوا . وحمل كل امرئ منكم مجهوده ، وخفف عن الجهلة . رب رحيم وإمام دين عليم قويم ، أنا بالأمس صاحبكم وأنا اليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم غفر الله لي

61

نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست