responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 49


ثم قال دخلت أنا يوما على رسول الله وفاطمة والحسن والحسين فبكى حين رآنا وقال بعض من حضر : أما تستر برؤيتهم يا رسول الله ؟ فقال : والذي بعثني بالحق نبيا أنا وهم لأكرم الخلق على الله تعالى ، وما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم ، أما علي بن أبي طالب فإنه أخي ، وابن عمي ، وخليفتي ، ووصيي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد وفاتي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، وهو مولى كل تقي ، بولايته صارت أمتي مرحومة ، وإنما بكيت على ما يحل بهم بعدي من غدر الأمة ، وإنه ليزال عن مقامه ومحله ومرتبته التي وضعه الله فيها ، ثم لا يزال كذلك حتى يضرب على قرنه في محرابه ضربة تخضب لحيته ورأسه في بيت من بيوت الله ، في أفضل الشهور شهر رمضان ، في العشرة الأواخر منه ، يضربه بالسيف شر الخلق والخليقة ، أخو قدار ابن قديرة عاقر ناقة صالح ، ثم استعبر وبكى بكاء شديدا عاليا .
ثم قال : وأما ابنتي فاطمة الزهراء ، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين ، وهي بضعة مني ونور عيني وروحي التي بين جنبي ، الحوراء الإنسية الزهراء الزاهرة التي أزهرت من نورها السماوات بكواكبها ، والأرضين بأقطارها ، ويقول الله تعالى إلى الملائكة : يا ملائكتي انظروا إلى أمتي إذا قامت إلى الصلاة وهي ترتعد خيفة وخشية مني ، اشهدوا أني قد آمنت شيعتها من النار ، ولكن ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها ، وقد دخل عليها في بيتها الذل والهوان ، فترى نفسها ذليلة بعد ما كانت عزيزة في حياتي ، فتناديها الملائكة بما نادت به مريم ابنة عمران ( ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) [1] فتمرض عند ذلك ، فيبعث الله لها مريم ابنة عمران فتمرضها ، فتقول : إني قد سئمت الحياة وتبرمت من أهل الدنيا ، اللهم فألحقني بأبي ، فيلحقها الله بي في المدة القليلة ، فتقدم علي محزونة مغصوبة



[1] سورة آل عمران ، الآية : 42 .

49

نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست