الحسن العسكري ( ع ) ، فلما دخل الدار نظره واقفا في صحن الدار ، فوضع يده على كفله ، قال : فنظر إلى البغل وقد عرق حتى سال العرق منه . ثم صار ( ع ) إلى المستعين فسلم عليه ورحب به وقربه وقال : يا أبا محمد ألجم هذا البغل ، فقال ( ع ) لغلامه وكان اسمه أبي إلجمه يا غلام فقال المستعين : وأسرجه ، فأسرجه ( ع ) ، فقال المستعين : أرى أن تركبه فركبه من غير أن يمتنع عليه ، ثم أركضه في الدار ثم حمله إلى الهملجة ، فمشى أحسن مشي ، ثم رجع فنزل ( ع ) فقال له المستعين : كيف رأيته ؟ فقال ( ع ) : ما رأيت مثله حسنا ورفاهة ، فقال له المستعين : فإن أمير المؤمنين قد حملك عليه فقال ( ع ) لغلامه : خذه يا أبي فأخذه أبي فقاده . وعن أبي هاشم قال : شكوت إلى أبي محمد ( ع ) ضيق الحبس وضيق القيود ، فكتب إلى أن تصلي اليوم الظهر في منزلك فكان كما قال ( ع ) ، وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته فاستحيت ، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب لي : إذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تحتشم ، واطلبها تأتك على ما تحب إن شاء الله تعالى . وعن محمد بن علي بن إبراهيم بن جعفر ، قال : ضاق بنا الامر فقال أبي : امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد ( ع ) فقد وصف عنه سماحة ، فقلت : أتعرفه ؟ قال : والله ولا رأيته قط ، ثم قصدناه فقال أبي ونحن في الطريق : ليته يأمر لي بخمسمائة درهم مائتي درهم للكسوة ، ومائتي درهم للدقيق ومائة درهم للنفقة ، وقلت أنا في نفسي : ليته يأمر لي بثلائمائة درهم مائة أشتري بها حمارا ، ومائة للنفقة ، ومائة للكسوة ، وأخرج إلى الجبل ، فلما وافينا الباب خرج علينا غلامه فقال : يدخل علي بن إبراهيم وابنه ، فلما دخلنا وسلمنا قال لأبي : يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت ؟ فقلت يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال ، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فيها دراهم فقال : هذه خمسمائة درهم مائتان للكسوة