الفصل الأول كان مولده في غرة شهر رمضان ، أو في غرة شهر ربيع الآخر ، سنة اثنين وثلاثين ومائتين بسر من رأى ، وأمه أم ولد . ويقال لها حديث ، وقد جرت له في ولادته آيات ومعجزات ، وكان غير مترقب الولادة إخفاء لامره بين الخاصة والعامة ، حتى أنه لم يوص إليه والده ( ع ) قبل مضيه إلا بأربعة أشهر ، وأشهد على ذلك خواص شيعته ، وكان المترقب للامام في تلك الاعصار أخاه محمد كما صرحت به الاخبار . ففي خبر النوفلي كما في الكافي قال : كنت مع أبي الحسن ( ع ) في صحن داره ، إذ مر بنا محمد ابنه فقلت له : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك ؟ فقال : لا صاحبكم بعدي الذي يصلي علي . قال الراوي عبد الله بن محمد الأصبهاني : ولم فعرف أبا محمد ( ع ) قبل ذلك ، قال : فخرج أبو محمد فصلى عليه ، وفي رواية جماعة من الثقات والخواص له ( ع ) منهم الحسن بن الحسن الأفطس أنهم حضروا يوم توفي ( ع ) محمد بن علي بن محمد دار أبي الحسن ، وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله ، فقالوا : حتى قدرنا ان نكون حوله من آل أبي طالب وبني العباس وقريش مائة وخمسين رجلا سوى مواليه وسائر الناس ، إذ نظر إلى الحسن بن علي ( ع ) قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه ،