وفي حديث آخر ورد في ( الجواهر ) عن ( المنتهى ) أنّه صلى الله عليه وآله قال : " رباط الخيل ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه " . [1] ولهذا القسم من المرابطة شرطان : 1 - أن يكون الوقوف في منطقة حدودية لحفظ بلاد الإسلام وشرع خير الأنام صلى الله عليه وآله من اعتداءات الأجانب ، ولذلك قالوا : إن لم يستطع الرجل البقاء في ذلك المكان فعليه أن يجعل فيه شخصاً آخر نيابة عنه . 2 - أن يكون أقلّ زمان المرابطة هناك ثلاثة أيام كما ذكر ذلك في ( الإرشاد ) وغيره ، وأكثره أربعون يوماً ، فإن بقي أكثر من أربعين يوماً فإنّه يحسب من المجاهدين وله ثواب المجاهد في سبيل الله . الثاني : المرابطة بأن يُعِدّ المؤمن فرسه وسيفه تهيؤاً واستعداداً لظهور الإمام ( ع ) لنصرته ، وهذا القسم من المرابطة ليس له زمان أو مكان معين ، وقد ورد في ( روضة الكافي ) عن أبي عبد الله الجعفي أنّه قال : " قال لي أبو جعفر بن علي ( ع ) : كم الرباط عندكم ؟ قلت : أربعون ، قال ( ع ) : لكن رباطنا رباط الدهر ، ومن ارتبط فينا دابّة كان له وزنها ووزن وزنها ما كانت عنده ، ومن ارتبط فينا سلاحاً كان له وزنه ما كان عنده ، لا تجزعوا من مرّة ولا من مرّتين ولا من ثلاث ولا من أربع ، فإنّما مثلنا ومثلكم مثل نبي كان في بني إسرائيل ، فأوحى الله