أهميتها في هذا الزمان من جهة أن أحد أسباب غيبة صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه وطولها هو ذنوبنا العظيمة والكثيرة , فأصبحت سبباً لامتناعه عن الظهور , كما ورد ذلك في ( البحار ) [1] عن أمير المؤمنين ( ع ) ، وكذلك في التوقيع الشريف المروي في ( الاحتجاج ) حيث يقول : " فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتّصل بنا ممّا نكرهه ولا نؤثره منهم " . [2] ومعنى التوبة هو الندم على الذنوب السابقة والعزم على تركها في المستقبل ، وعلامة ذلك إبراء الذمّة من الواجبات التي تركت ، وأداء حقوق الناس الباقية في ذمّته ، وإذابة اللحم الذي نشأ في بدنك من المعاصي ، وتحمّل مشاق العبادة بما ينسيك ما اكتسبته من لذّة المعصية . وبهذه الأمور الستّة تتحقّق التوبة كاملاً ، وتكون كما ورد عن أمير المؤمنين ( ع ) في كتب متعددة . فانتبه إلى نفسك ، ولا تقول : وعلى فرض أنّي أتوب ولكن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام ( ع ) في غيبته ، فذنوب الجميع تؤدي إلى غيبته وتأخّر ظهوره ! فأقول : إن كان جميع الخلق سبباً لتأخير ظهوره ( ع ) فالتفت إلى نفسك فلا تكون شريكاً معهم في ذلك ، فأخشى أن يصبح حالك تدريجاً كحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسى الكاظم ( ع ) ، وحبس المأمون للرضا ( ع ) في ( سرخس ) ، أو حبس المتوكّل للإمام علي النقي