فقال ( ع ) : " مثله مثل الساعة التي } لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالأرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً { " . [1] والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً . الثالث والأربعون : التقيَّة من الأعداء . وأما معنى التقية الواجبة فهو أن يتوقَّف المؤمن عن إظهار الحقّ إذا وجد خوفاً عقلائياً من الضرر في نفسه أو ماله أو كرامته فلا يظهر الحقّ ، بل إذا اضطرّ لحفظ نفسه أو ماله أو كرامته أَن يوافق المخالفين بلسانه فليفعل ، إلاّ أنّ قلبه يجب أن يكون مخالفاً للسانه ، فقد ورد في ( كمال الدين ) عن الإمام الرضا ( ع ) أنّه قال : " لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، إنَّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيّة " فقيل له : يا ابن رسول الله ، إلى متى ؟ قال : " إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا " [2] . والأخبار في وجوب التقيّة كثيرة جداً ، وما عرضته من معنى التَّقيّة الواجبة هو نفس معنى الحديث المذكور في هذا الباب في كتاب ( الاحتجاج ) عن أمير المؤمنين ( ع ) ، وقد أكَّد الإمام ( ع ) في ذلك الحديث بقوله وترك التقية فإن في ذلك إذلالكم وسفك
[1] كمال الدين : 2 / 373 ، والآية من سورة الأعراف : 187 . [2] كمال الدين : 2 / 371 .