ولا يخفى أن في هذا الزمان الّذي كان إمامنا ( ع ) غائباً يجب أن يصرف ذلك المال الذي يقدّمه المؤمن هدية له ( ع ) في ما يرضاه ، كأن يصرف في طبع الكتب المتعلّقة به ( ع ) ، أو في المجالس التي تذكر فيها فضائله وأخلاقه ، أو يعطى إلى أحبائه بعنوان هدية عنه ( ع ) ، وهكذا مع تقديم الأهمّ فالأهمّ ، والله العالم . ومن جملة الحقوق المالية صلة الرحم ، ومساعدة الجار حتى في إعارتهم لوازم المنزل مثلاً كالأواني والمصابيح وغيرها ، وإن احتاجوا إلى أمور زهيدة الثمن كالملح والتوابل ونحوها فتهدى إليهم . الخمسون : المرابطة . واعلم أنّ المرابطة على قسمين : الأول : ما ذكره الفقهاء في كتاب الجهاد ، وهو أن يقيم المؤمن في ثغر من الثغور ويربط دابّته قريباً من بلاد الكفار لأجل أن يخبر المسلمين إن أراد الكفار الهجوم عليهم ، أو يدافع عن المسلمين في حال تعرّضهم لاعتداءات الكفرة إن لزم الأمر ، وهذا العمل سواء كان في زمان حضور الإمام ( ع ) أو في غيبته مستحبّ مؤكّد ، كما ذكر ذلك العلامة رحمه الله في ( الإرشاد ) ، والشهيد رحمه الله في ( الروضة ) ، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : " كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله ، فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتّان القبر " . [1]