responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هذا هو بلال نویسنده : الشيخ نبيل قاووق    جلد : 1  صفحه : 60


عليك منهم ، فأذنت .
فقال النبي " صلى الله عليه وآله " : أصبت يا سعد ، إذا لم تر بلالا معي فأذن . . [1] .
وبلا شك فإن هذا الاختيار ، بل الإصرار على هذا الاختيار من قبل النبي " صلى الله عليه وآله " له مغزى بالغ الدلالة .
فمع الأخذ بنظر الاعتبار إيمان بلال وتضحياته وجهاده وقربه من النبي " صلى الله عليه وآله " ، وهي ميزات تخوله الاضطلاع بدوره ، إلا أن هناك رسالة يريد النبي الأكرم " صلى الله عليه وآله " أن يوجهها لذلك المجتمع ، الذي لا يزال في بداية تحوله من مجتمع جاهلي ، ويعيش في داخله الكثير من عادات ومفاهيم وغرائر الجاهلية ، ويرى أن تقديم هذا العبد الحبشي القادم من بلاد بعيدة - وغير المرتبط نسبا وحسبا ومكانة بقريش ولا بغيرها من العرب - على السادة والأشراف هو رمية رام مسدد تهدف إلى تجاوز الحواجز والغرائز والرواسب الجاهلية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة ، ودفنها في موقعها .
لقد قال رسول الله " صلى الله عليه وآله " عبر بلال للمجتمع الإسلامي حينها ، وللمجتمعات اللاحقة ، بل لكل الأجبال والأزمنة : أن الإسلام لا يقف عند اللون والطبقة ، والعرق ، والجغرافيا ، والمكانة الاجتماعية أو المادية وخلافها ، وإنما الإنتماء إلى الرسالة والالتزام بروحها ومضمونها هو المعيار الأساس ، وهو محط التقدير والاعتبار .



[1] راجع : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 1 ص 336 .

60

نام کتاب : هذا هو بلال نویسنده : الشيخ نبيل قاووق    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست