الصلاة ، ولكن وبالتأكيد فإنه لا يمكن لأحد أن يدعي أن ذلك هو تمام العلة في ندب الشارع إلى هذه الكيفية من التأذين .
فإن لأحكام الله سبحانه ظواهر وبواطن ، وليس لعقولنا إلا إدراك بعض المصالح الظاهرية ولعل ما ورد عن النبي " صلى الله عليه وآله " في الحديث المتقدم يشير إلى بعض أسرار الحكم باستحباب الأذان على مرتفع .
2 - وكان يضع إصبعيه في أذنيه حال الأذان [1] وهو عمل مستحب ، وقد ورد : أن النبي " صلى الله عليه وآله " قد أمره بذلك وقال له : إنه أرفع لصوتك [2] ، ومعلوم : أن رفع الصوت مطلوب في الأذان ، لأن به تعميما للإعلام وتعميم للغرض .
3 - وعن النبي " صلى الله عليه وآله " أنه أوصاه بعدة آداب في الأذان فقال له : يا بلال إذا أذنت فترسل ، وإذا أقمت فاحدر [3] ، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله ، والشارب من شربه ، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجة [4] .

[1] راجع : المصنف لعبد الرزاق ج 1 ص 468 ، ومنتخب كنزل العمال ( بهامش أحمد ) ج 3 ص 276 ، وصحيح البخاري ج 1 ص 314 .
[2] سنن ابن ماجة ج 1 ص 236 ح 710 ، ونصب الراية ج 1 ص 274 ، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 1 ص 334 ، ومنتخب كنز العمال ( بهامش أحمد ) ج 3 ص 270 .
[3] المراد من الحدر الإسراع .
[4] منتخب كنز العمال ( بهامش مسند أحمد ) ج 3 ص 271 ، وراجع : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 2 ص 4 ، وكنز العمال ج 8 ص 350 ح 23206 .

187