وقد واجه الإمام الصادق " عليه السلام " ما نسبوه لبلال مشيرا إلى التحريف الذي نال النبي " صلى الله عليه وآله " ، ومؤكدا في أكثر من مناسبة [1] على أن بلالا لم يكن يؤذن بليل ، وإنما كان يؤذن إذا طلع الفجر . فقد جاء في صحيحة معاوية بن وهب عنه " عليه السلام " أنه قال : كان لرسول الله " صلى الله عليه وآله " مؤذنان أحدهما بلال ، والآخر ابن أم مكتوم الأعمى ، وكان يؤذن قبل الصبح ، وكان بلال يؤذن بعد الصبح ، فقال النبي " صلى الله عليه وآله " : إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل ، فإذا سمعتم أذانه فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان بلال .
فغيرت العامة هذا الحديث عن جهته ، وقالوا : إنه " صلى الله عليه وآله " قال : إن بلالا يؤذن بليل ، فإذا سمعتم أذانه فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم [2] .
وهذا نص واضح من قبل الإمام الصادق " عليه السلام " يثبت تحريفهم لقول النبي " صلى الله عليه وآله " ، وأنه قد نقل بالشكل المعكوس .
على أنه قد روي حديث رسول الله " صلى الله عليه وآله " بصورة صحيحة توافق رواية الإمام الصادق " عليه السلام " ، بعدة أسانيد من طرق أهل السنة عن عائشة ، وأنيسة بنت خبيب ، وزيد بن ثابت ، وسعد بن

[1] راجع : وسائل الشيعة ( ط الدار الإسلامية ) ج 4 ص 625 و 626 باب 8 من الأذان ح 2 - 4 .
[2] وسائل الشيعة ( ط الدار الإسلامية ) ج 4 ص 625 باب 8 من الأذان ح 2 .

158