نام کتاب : هذا هو بلال نویسنده : الشيخ نبيل قاووق جلد : 1 صفحه : 124
فقال لأهلها : نحن من قد عرفتم كنا عبدين فأعتقنا الله ، وكنا ضالين فهدانا الله ، وكنا فقيرين فأغنانا الله ، وأنا أخطب لكم على أخي فلانة ، فإن تنكحونا بالحمد لله وإن تردونا فالله أكبر . . فزوجوا أخاه . فلما انصرفا قال له أخوه : يغفر الله لك ، ما كنت تذكر سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله " صلى الله عليه وآله " . فقال : يا أخي صدقت فأنكحك الصدق [1] . إنها كلمة مفعمة بالصدق ، لا مجال بعدها لسؤال وتمحيص ، صدق تحمد تبعاته كيفما أتت ، وهو أحضر الطرق وأحمدها للوصول إلى المبتغى . يقول بلال : كنا عبدين ذليلين ، لا حسب ولا نسب ، ولا سيادة ولا جاه إلا أن الله تعالى من علينا بالحرية فصرنا سيدي قرارنا ، وكنا ضالين في مرتع الضلالة ، ندين بالطاغوت والجهل ، إلا أن الله هدانا بالإسلام . وكنا فقيرين لا نملك شيئا ، فوهبنا الله نعمة الإيمان فإن تزوجونا فنحمد الله على نواله فهو المعطي ، وبإرادته الأمر وإن أبيتم فالله أكبر على إرشادنا وهدايتنا وتدبير أمرنا . . إنه درس يقدمه بلال ، وقد توقع منه أخوه أن يحشد مآثر البطولة والجهاد مع رسول الله " صلى الله عليه وآله " تحفيزا للإجابة ، وترغيبا بالقبول ، فعاتبه على تجاهله ، لكن درس بلال كان أكثر بلاغة ، إن في اعتماد الصدق ، أو إستجلاب الرضا ( لقد أنكحك الصدق ) .
[1] العقد الفريد ج 6 ص 91 ، والدرجات الرفيعة ص 371 .
124
نام کتاب : هذا هو بلال نویسنده : الشيخ نبيل قاووق جلد : 1 صفحه : 124