يكن ليحظى بذلك لولا صدقه في القول وجهاده في العمل .
فقد عرف بلال بصدق الحديث وصحة المعاملة ، وشاع عنه ذلك بين المسلمين ، واعترف له بذلك المحب والمبغض ، لأنه كان يؤثر الصدق حيث يضره على الكذب حيث ينفعه [1] .
ويستفاد من مصادر متعددة : أنه بلغ به الصدق أن أصبح قوله الفضل بين الأقوال وذلك حين يقع المسلمون بالتردد والشك بمواعيد الصلاة والصوم ، وتكثر الأقوال في أوقات غروب الشمس وطلوع الفجر ، فإذا أذن بلال ارتفع كل تردد وشك في البين ، وإن أخبرهم أن رسول الله " صلى الله عليه وآله " يأكل أو يتسحر عولوا على نقله وكان قوله اليقين .
وجاء في الطبقات الكبرى : أن أخاه خطب امرأة من العرب ، فقالوا : إن حضر بلال زوجناك .
فحضر بلال ، فتشهد وقال : أنا بلال بن رباح وهذا أخي وهو امرؤ سوء في الخلق والدين فإن شئتم أن تزوجوه فزوجوه ، وإن شئتم أن تدعوا فدعوا .
فقالوا : من تكون أخاه نزوجه ، فزوجوه [2] .
وفي رواية أخرى : أنه خطب لأخيه - لعله أخ آخر له - امرأة قرشية ،

[1] قال علي " عليه السلام " : الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ، نهج البلاغة ج 4 ص 150 حكمة رقم 458 .
[2] الطبقات الكبرى ج 3 ص 237 ، وأعيان الشيعة ج 3 ص 602 ، وراجع : أنساب الأشراف ج 1 ص 189 .

123