وأمام واقع كهذا فإنه لا بد لكل حريص على الإسلام من أن يتحرك ويواجه هذه السياسة ، ويقف بوجه الوضاعين والكذابين الذين يكيدون للإسلام ولا يتورعون عن أن ينسبوا للنبي " صلى الله عليه وآله " كل ما يرضى الحكام ويصب في مصالحهم الشخصية وعدائهم للدين الحنيف ، وبالتأكيد فإن كثيرا مما أصاب الإسلام كرسالة ، وما نعاني منه الآن كأمة إسلامية ، هو نتيجة طبيعية لهذه السياسة [1] .
3 - أن بلالا كان ينسب في ولائه إلى النبي " صلى الله عليه وآله " كما يظهر من جواب القوم لعبد الله بن علي لما سألهم عنه ولم يكن يعرفه إذا قالوا : هذا بلال مولى رسول الله " صلى الله عليه وآله " .
4 - أن في هذا الحديث أحد الشواهد الكثيرة على اتصاف بلال بخصلة طيبة ، قل من اتصف بها من الصحابة ، ألا وهي شدة وفائه ورابطته العاطفية برسول الله " صلى الله عليه وآله " ، فتراه يبكي ويضج بالبكاء كلما سمع اسمه " صلى الله عليه وآله " أو تذكر رفقته له .
5 - حرص بلال على أن يبدأ الحديث ب " بسم الله الرحمن الرحيم " .
6 - أن التأذين عمل مستحب ، قد حيث عليه الشارع ورغب فيه ، والأخبار في ذلك كثيرة ، ولعل ما رواه بلال كفيل بإعطاء صورة عما أعده الله للمؤذنين من الثواب وعظيم المنزلة ، وكفى فخرا لهم أن الله سبحانه

[1] راجع ما كتب حول هذه السياسة في : كتابي الصحيح من سيرة النبي " صلى الله عليه وآله " ج 1 ص 26 - 30 ، والحياة السياسية للإمام الحسن " عليه السلام " ص 78 - 85 وكلاهما للعلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي .

114