يعبر ما في قلبه بلسانه وقلبه يزهر كما يزهر المصباح [1] .
إن كثيرا من أولئك الناس كانوا ينطلقون من مبادئ خاطئة ، فيحسبون ما ليس بعيب عيبا ، وما ليس بنقيصة ، ذلك أن نفوسهم ملوثة بنزعات جاهلية مختلفة .
وفي كلام الإمام " عليه السلام " الآنف الذكر تبيان لأمر مهم وجوهري في دراسة القيم الإنسانية ، وفي فهم الآخرين . . فإن الله سبحانه قد يخفي أولياءه فيصعب التعرف عليهم إلا ضمن المعايير الإلهية ( أوليائي تحت قبائي لا يعرفهم غيري ) .
وهي معايير واقعية وإن جهلها الناس ، وعلى أساسها يستحق المرء المدح أو الذم . . فليس حسن المنطق علامة على حسن المرء ولا على سوئه إذ قد تجد إنسانا يتفنن في منطقه بوجوه مختلفة ، إلا أن قلبه ذو لون واحد وهو السواد نتيجة سوء عمله وفعله ، وبالمقابل قد تجد من لا يحسن النطق ، وقلبه يضيء بنور المعرفة والإيمان ويزداد نورا مع كل عمل صالح جديد ، فالعبرة هي بالأعمال الصالحة ، التي من ورائها إرادة صالحة نابعة من قلب أضاء فيه نور المعرفة .
وكم هي النماذج كثيرة في وقتنا الحاضر لأولئك الذين يكثرون الكلام ويقللون العمل ، ويعظون الناس ولا يتعظون ، ويقولون بأفواههم ما لا يفعلون . . ثم تجد لهم المنزلة الاجتماعية الرفيعة ، ويحاطون بألوان من التقديس والتبجيل .

[1] الكافي ج 2 ص 422 ، ومجموعة ورام ج 2 ص 161 و 210 .

102