إلى أن قال : ثم أمر جبرئيل ، فأتم الأذان ، وأقام الصلاة ، وتقدم رسول الله " صلى الله عليه وآله " فصلى بهم . .
إلى أن قال : فقال أبو عبد الله " عليه السلام " : فهذا كان الأذان [1] .
الأذان . . متى شرع ؟ ومتى تعلمه بلال ؟ :
بالنسبة إلى سنة تشريع الأذان ، فإنه وإن كنا لسنا بصدد تحقيق ذلك ، إلا أنه نظرا لما في اتضاح هذه المسألة من المساعدة على تبين حال روايات الرؤيا المتقدمة بالأخص فيما يتعلق بوقت تعلم بلال الأذان . كان من المناسب أن نشير لذلك إشارة خاطفة ، فنقول : لا يبعد أن يكون الأذان قد شرع بمكة قبل الهجرة ، وأن النبي " صلى الله عليه وآله " ومن آمن معه في مكة كانوا يؤذنون لصلاتهم قبل قدومهم إلى المدينة بالشكل الذي يتلاءم مع طبيعة الظرف المعاش آنذاك ، فيؤذنون لأنفسهم دون إظهار وإعلان .
فقد جاء في حديث أنس : أن جبريل " عليه السلام " أمر النبي " صلى الله عليه وآله " بالأذان حين فرضت الصلاة [2] .
وفي رواية المعراج في دعائم الإسلام المتقدمة عن الحسين بن علي " عليهما السلام " : أن جبريل بعد ما أذن قال للنبي " صلى الله عليه وآله " : يا محمد ، هكذا أذان الصلاة [3] .

[1] تفسير العياشي ج 1 ص 157 - 159 ح 530 .
[2] فتح الباري ج 2 ص 63 ، والمواهب اللدنية ج 1 ص 72 .
[3] مستدرك الوسائل ج 4 ص 17 و 18 ح 4062 ، ودعائم الإسلام ج 1 ص 142 .

178