التعاليم ، فبلال وإن كان ذليلا في الجاهلية إلا أنه أصبح عزيزا بفضل الإسلام ، وأصبح شريفا بعد أن كان وضيعا فإن أراد بنو البكير أن يزوجوا أختم فأين هم عن بلال العزيز والشريف والمؤمن الذي بلغ به عمله الصالح أن أحبه الله ورسوله فكان من أهل الجنة ؟ !
وقد كشف النبي " صلى الله عليه وآله " هذه الحقيقة والمكانة التي لبلال عند الله على مسمع من بني البكير لما جاؤوه في المرة الثالثة ، ولم يستجيبوا بعد لما أشار عليهم به . .
وبعد الذي سمعوه عن فضل بلال زوجوه أختهم ، مؤكدين بذلك التزامهم بتعاليم الإسلام ورفضهم أباطيل الجاهلية ومساوئها .
التمييز العنصري من جديد :
تمكن النبي " صلى الله عليه وآله " بما بذله من جهود شاقة على مدى سنوات المواجهة التي خاضها ضد مظاهر الجاهلية المختلفة من أن يوجد تحولا مصيريا وتاريخا في حياة شعوب شبه الجزيرة العربية ، التي ارتقت إلى مستوى الإنسانية والعيش الكريم بعد أن كانت غارقة في ظلمات الجهل والعصبية ، الأمر الذي أضر بأصحاب المطامع وذوي نزعات التسلط والتحكم .
ولم يكن بيد أولئك من حيلة إلا الإنكفاء وانتظار مرحلة ما بعد النبي " صلى الله عليه وآله " علهم يجدون آنذاك فرصة تتيح لهم الرسول لأهدافهم الخبيثة .
وهذا ما حصل بالفعل ، إذ تكشفت الأقنعة و خرج المتضررون عن

132