قيل : سألناك عن الخيل .
قال : وأنا أجيبكم عن الخير [1] .
لم يشتبه بلال حين أجاب بما أحاب به ، ولم يقصد المزاح ، فهو وعى تماما ما سئل ، ووعى تماما ما أجاب .
يقول لسائله : إن السباق يجب أن ينحصر في عمل الخيرات . وأن كل ما عدا ذلك ليس بذي قيمة لينشد الإنسان إليه .
لقد كان جوابه شكلا من أشكال التصويب لما يجب أن يلتفت إليه المسلم الرسالي ، وما يجب أن يتوجه إليه من أفعال واهتمامات .
وأي جدوى في معرفة من سبق في سباق الخيل في ظل السباق الأعظم الذي أراده الله تعالى تسابقا نحو العطاء والعمل والخير ؟ ! على قاعدة * ( فاستبقوا الخيرات ) * أنظروا إلى المتسابقين في هذا المضمار واحذوا حذوهم . . . هذا عين ما يقوله بلال .
إنني لا أحسب أن بلالا لم ير غير هذه الغاية ، فكل إجابة لي سؤال تكون في سياقها ودائرتها لأن كل ما خلاها لا يستحق تأملا ولا إجابة .
صدقه :
رافق بلال النبي " صلى الله عليه وآله " واقتدى به ، واستفاد من خلقه وتأدب بآدابه ، فاتصف بالصفات الحميدة وتحلى بالفضائل الأخلاقية . . ولم

[1] ربيع الأبرار ج 1 ص 681 .

122