ما يكون ( ما أُنْزِلَ ) الذي إن لم يبلّغه النّبيّ الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بتر جهدُه العظيم في أداء رسالات ربّه ولم يبلّغها ؟
الروايات - والتي تأتي بعدُ - تخبرنا أنّ ( ما أُنْزِلَ ) إبلاغُ وإعلانُ ولاية علي المرتضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأنّه خليفته ووصيّه وإمام أُمّته بعده ، والذي هو نائب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الأمور الأُخرويّة والدنيويّة ، والتكوينيّة والتشريعيّة ، وبها صار الأمير ( عليه السلام ) مولى كلّ مؤمن ومؤمنة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى يوم القيامة ، وهي التي لا تقرّ بها له ( عليه السلام ) أعدائه الألدّاء .
ثمّ إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما قصّر في تبليغ ما أنزله الله تعالى إليه ، وبلّغه وأعلنه بأحسن الصّور في مجتمع مهيب ومحتشد عظيم ، وأخذ - بصورة رسميّة - البيعة والإقرار لعليّ ( عليه السلام ) بالخلافة والإمامة بعده لساناً ومصافقةً .

91