بسم الله الرحمن الرحيم إنّ في الحياة البشريّة حوادث ووقائع يكون رجال صفحاتها الأساسيّة أشخاصاً عجنت فكرة الإصلاح والإعزاز في ذواتهم ، وهم الذين أضاء نورُ هدايتهم وضوءُ فراستهم أفكارَ المريدين للرقيّ والمستقيمين على الطريق القويم .
هؤلاء الأحرار قد عرفوا مقام الإنسانيّة والإستعدادات التي فطرت في جوهرة الإنسان ولم يرضوا لهذا الإنسان - الذي سيبلغ أعلى درجات الكمال الدنيوي وسيسخّر أقوى عناصر العالم الماديّة وأعظمها - أن يغفل عن معرفة جواهر نفسه .
ولذا نراهم يجتهدون ويجعلون أنفسهم الكريمة في المآزق ويشترون المصائب التي تحرق القلوب بحلاوة للوصول إلى أهدافهم العالية ومقاصدهم الرّاقية ؛ فببذل جهودهم المشكورة ومساعيهم البليغة تورّقت صفحات ذهبيّة وأدوار طيّبة في حياة البشر تكون قبسات لروّاد العلم والحقيقة والفضيلة .
وقد بعث قبل أربعة عشر قرناً أفضل هؤلاء الأبرار وأكملهم ، الإنسان الكامل الإلهي الذي قد طبّقت آرائه ونظرياته تربية المجتمع وهدايتهم إلى الصلاح والسعادة ، ولم يأل جهداً آناً من لحظات حياته المفعمة بالقداسة والعظمة في طريق ذلك .
ألا وهو رسول الثقلين وسيّد النشأتين نبيّ الإسلام سيّدنا محمّد بن عبد الله - صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم - ذلك الأعظم الأقدس الذي قد أنقذ الإنسانيّة من سفساف الاُمور وضعاتها وأرشد العالمين إلى الطريق المهيع والسبيل الأقوم ، ذلك

9