مِنِّي مَحَلُّ هارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي * [ 6 ] * ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدَ اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ - تَبارَكَ وَتَعالَى - عَلَيَّ بِذلِكَ آيَةً مِنْ كِتابِهِ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) [1] ، وَعَليُّ بْنُ أَبِي طالِب الَّذِي أَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَهُوَ راكِعٌ يُرِيدُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي كُلِّ حال * [ 7 ] * .وَسَأَلْتُ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَسْتَعْفِيَ لِيَ السَّلامَ عَنْ تَبْلِيغِ ذلِكَ إِلَيْكُمْ - أَيُّهَا النَّاسُ - لِعِلْمِي بِقِلَّةِ الْمُتَّقِينَ وَكَثْرَةِ الْمُنافِقِينَ وَإِدْغالِ الْلاّئِمِينَ وَحِيَلِ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالإِسْلامِ ، الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللهُ فِي كِتابِهِ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَيَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ ، وَكَثْرَةِ أَذاهُمْ لِي غَيْرَ مَرَّة حَتَّى سَمُّونِي أُذُناً وَزَعَمُوا أَنِّي كَذلِكَ لِكَثْرَةِ مُلازَمَتِهِ إِيَّايَ وَإِقْبالِي عَلَيْهِ وَهَواهُ وَقَبُولِهِ مِنِّي ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي ذلِكَ : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ، قُلْ أُذُنُ - عَلَى الَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُ أُذُنٌ - خَيْر لَكُمْ ، يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ) [2] الآية ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْقائِلِينَ بِذلِكَ بِأَسْمائِهِمْ لَسَمَّيْتُ ، وَأَنْ أُوْمِئَ إِلَيْهِمْ بِأَعْيانِهِمْ لأَوْمَأْتُ ، وَأَنْ أَدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلْتُ ، وَلكِنِّي - وَاللهِ - فِي أُمُورِهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ * [ 8 ] * .وَكُلُّ ذلِكَ لا يَرْضَى اللهُ مِنِّي إلاّ أَنْ أُبَلِّغَ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيَّ فِي حَقِّ عَلِيٍّ ، ثمّ تلا : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ - في حقِّ عليٍّ - وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ
[1] المائدة : 55 . [2] التوبة : 61 .