responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي    جلد : 1  صفحه : 540


مثلكم مثل رجل في سفر أصابه عطش شديد حتّى خشي أن يهلك فلقي رجلاً هادياً بالطريق فسأله عن الماء فقال : أمامك عينان إحداهما مالحة والأخرى عذبة ، فإن أصبت المالحة ضللت وهلكت وإن أصبت العذبة هديت ورويت . فهذا مثلك أيّتها الأُمّة المهملة كما زعمتِ ، وأيم الله ما أهملك ، لقد نصب لكم علماً يُحلّ لكم الحلال ويحرّم عليكم الحرام ، فلو أطعتموه ما اختلفتم ولا تدابرتم ولا تقابلتم ولا تبرّأ بعضكم من بعض ، فوالله إنّكم بعده لمختلفون في أحكامكم وإنّكم بعده لناقضون عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّكم على عترته لمختلفون متباغضون ؛ إن سئل هذا عن غير ما يعلم أفتى برأيه ، وإن سئل هذا عمّا يعلم أفتى برأيه ولقد هديتم فتحاربتم .
وزعمتم أنّ الاختلاف رحمة ، هيهات أبى ذلك كتابُ الله عليكم ، يقول الله تبارك وتعالى : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ البَيِّناتُ وَأُوْلئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) [1] ، أخبرنا باختلافهم فقال : ( وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ولِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) [2] للرحمة ، وهم آل محمّد وشيعته ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : « يا عليّ أنت وشيعتك على الفطرة وسائر النّاس منهم براء » . فهلاّ قبلتم من نبيّكم كيف وهو يخبركم بانتكاصكم وينهاكم عن صدّكم عن خلاف وصيّه وأمينه ووزيره وأخيه ووليّه ، أطهركم قلباً وأعلمكم علماً وأقدمكم إسلاماً وأعظمكم غناءاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أعطاه تراثه وأوصاه بعِدته واستخلفه على أُمّته ووضع سرّه عنده ، فهو وليّه دونكم أجمعين وأحقّ به منكم أكتعين ، شهيد الصدّيقين وأفضل المتّقين وأطوع الأُمّة لربّ العالمين ، سلَّموا عليه بخلافة المؤمنين في حياة سيّد المسلمين وخاتم المرسلين ، وقد أعذر من أنذر ، وأدّى النصيحة من وعظ ، وبصّر من عمى وتعاشى ردىً ، فقد سمعتم كما سمعنا ورويتم كما روينا



[1] آل عمران : 105 .
[2] هود : 119 .

540

نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي    جلد : 1  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست