الوداع : إن قتل الله محمّداً أو مات أن يتوازروا ويتظاهروا عَلَيّ ، فلا أصِلُ إلى الخلافة » [1] .
570 - وأخرج الدارقطني في « الفضائل » من طريق مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمّد - هو الصّادق - عن أبيه - هو الباقر - : أنّ عليّاً ( رضي الله عنه ) وقف على عمر بن الخطّاب وهو مسجّى ( رضي الله عنه ) ، وقال : « ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء أحداً أحبّ إليّ أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجّى » .
قال الدارقطني عقبه : هذا حديث صحيح عن مالك ، عن جعفر ، وروي من طرق أخرى مثله [2] .
571 - عن سليم بن قيس قال : سمعت سلمان الفارسي - إلى أن قال - : ولمّا انتهي بعليّ ( عليه السلام ) إلى أبي بكر انتهره عمر وقال له : بايع ودَعْ عنك هذه الأباطيل ! فقال له ( عليه السلام ) : « فإن لم أفعل فما أنتم صانعون » ؟ قالوا : نقتلك ذُلاًّ وصغاراً ! فقال : « إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله » . فقال أبو بكر : أمّا عبد الله فنعم ، وأمّا أخو رسول الله فما نقرّ بهذا ! قال : « أتجحدون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آخى بيني وبينه » ؟ قال : نعم .

[1] « كتاب سليم بن قيس » 2 / 650 الحديث الحادي عشر . ولا يخفى على ذوي الخبرة والبصيرة استنادنا بكتاب سليم بن قيس الهلالي ، ذلك التابعيّ الكبير الذي أبقى للأجيال القادمة بعده ثروة تاريخيّة قيّمة ، وكتابه هذا مرضيّ ومقبول عند الفريقين وقد وقع في أسناده غير واحد من رجال العلم والدين من غير الشيعة ، ونقل أحاديثه أجلاّء علماء العامّة ، فللوقوف على عظمة هذا الكتاب راجع مقدّمة كتاب سليم - خصوصاً الفصل السادس منه ( كتاب سليم عند غير الشيعة ) - بقلم محقّقه الخبير الشيخ محمّد باقر الأنصاري .
[2] « جواهر العقدين » القسم الثاني 102 الرابع ( ذكر حثّه ( صلّى الله عليه وسلّم ) الأُمّة على التمسّك بهما ) ؛ « ينابيع المودّة » 502 الباب السبعون .

420