نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي جلد : 1 صفحه : 306
عمر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة . فهذا تسليم ورضىً وتحكيم ، ثمّ بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرياسة ، وحمل عمود الخلافة ، وعُقود البُنود ، وخفقان الهوى في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار ؛ سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأوّلِ ، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً ، فبئس ما يشترون [1] . وإن كان في كلامه شيء من الغموض فاسمع ما يقول سبط ابن الجوزي : قال الذهبي : ولأبي المظفّر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب « رياض الأفهام في مناقب أهل البيت » قال : ذكر أبو حامد في كتابه « سرّ العالمين وكشف ما في الدارين » ، فقال في حديث « من كنت مولاه فعليّ مولاه » : إنّ عمر قال لعليّ : بخ بخ ، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة . قال أبو حامد : وهذا تسليم ورضىً ، ثمّ بعد هذا غلب عليه الهوى ، حبّاً للرياسة وعقدِ البنود وأمرِ الخلافة ونهيها ، فحملهم على الخلاف ، فنبذوه وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمناً قليلاً ، فبئس ما يشترون [2] . وورد عن معاوية أنّه كتب إلى محمّد بن أبي بكر . . . : وقد كنّا وأبوك معنا في حياة من نبيّنا - صلّى الله عليه - نرى حقّ ابن أبي طالب لازماً لنا ، وفضلَه مبرّزاً علينا ، فلمّا اختار الله لنبيّه ( صلّى الله عليه وسلّم ) ما عنده ، وأتمّ له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأفلج حجّته ، قبضه الله إليه ، فكان أبوك وفاروقهُ أوّلَ من ابتزّه حقّه وخالفه على أمره ، على ذلك اتّفقا واتّسقا ، ثمّ إنّهما دَعَواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما ، فهمّا به الهمومَ وأرادا به العظيمَ . . . الخ [3] .
[1] « سرّ العالمين وكشف ما في الدارين » 21 ( باب في المقالة الرابعة في ترتيب الخلافة ) . [2] « سير أعلام النبلاء » 19 / 328 الرقم 204 ( الغزّالي ) . [3] « مروج الذهب » 3 / 12 ( ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان ) ؛ « وقعة صفّين » 120 ( كتاب معاوية إلى محمّد بن أبي بكر ) ؛ « شرح نهج البلاغة » 3 / 190 الخطبة 46 .
306
نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي جلد : 1 صفحه : 306