13 . . . مَعاشِرَ النّاسِ ، إنَّهُ آخِرُ مَقام أَقُومُهُ فِي هذا الْمَشْهَدِ ، فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَانْقادُوا لأَمْرِ اللهِ رَبِّكُمْ ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ مَوْلاكُمْ وَإِلهُكُمْ ، ثُمَّ مِنْ دُونِهِ رَسُولُهُ وَنَبِيُّهُ الْمُخاطِبُ لَكُمْ ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِي عَلِيٌّ وَلِيُّكُمْ . . .
هذا بيان آخر من نبيّ الإسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله تعالى : ( إنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية الذي سبق في الرقم السابع ، وثبت هناك أنّ هذه الآية تُثبت الولايةَ - بعد الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، ولأهميّة الموضوع أكّده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هنا - مرّةً أُخرى - وأوضحه ببيان شاف .
91 - عن البراء عن عازب قال : لمّا نزل رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) بغدير خم أمر ، فكنسوا له بين نخلتين ، ثمّ نودي في النّاس فاجتمعوا . قال : فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم » ؟ قالوا : بلى . قال : « ألست أولى بهم من أبنائهم » ؟ قالوا : بلى . قال : « ألست أولى بهم من آبائهم » ؟ قالوا : بلى . فأخذ بعضد علي فقال : « هذا وليّكم من بعدي ، والى الله من والاه ، وعادى الله من عاداه » . قال : فقام إليه عمر فقال : ليهنّئك يا بن أبي طالب ، أصبحت - أو قال : أمسيت - اليومَ وليَّ كلّ مؤمن [1] .

[1] « مناقب الإمام أمير المؤمنين » 2 / 441 ح 926 ؛ « البداية والنهاية » 7 / 362 حوادث سنة 40 ( شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) ، مع اختلاف يسير .

148