نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 636
عصفور ، فأخذ بمنقاره قطرة من البحر ثم جاء حتى وضعها على يد موسى ، فقال : موسى : ما هذا ؟ فقال : هذا العصفور يقول : والله ما علمكما في علم وصي النبي الذي يأتي في آخر الزمان إلا كما أخذت بمنقاري هذا من هذا البحر . وروى جدي في نخبه حديثا مسندا عن جده جابر الأنصاري وعن أبي سعيد الخدري وعن عبد الله بن عباس في خبر طويل أنه قال خالد بن الوليد : رآني الأصلع - يعني عليا - عند منصرفي من قتال أهل الردة في عسكري وهو في أرض له وقد ازدحم الكلام في حلقه كهمهمة الأسد وقعقعة الرعد ، قال لي : ويلك أو كنت فاعلا ؟ فقلت : أجل . فاحمرت عيناه وقال : يا بن اللخناء أمثلك يقدم على مثلي أو يجسر أن يدير اسمي في لهواته . في كلام له ، ثم قال : فنكسني والله عن فرسي ولا يمكنني الامتناع منه ، فجعل يسوقني إلى رحاء للحارث بن كلدة ، ثم عمد إلى قطب الرحى الحديد الغليظ الذي عليه مدار الرحى ، فمد في عنقي بكلتا يديه ولواه في عنقي كما ينفتل الأديم ، وأصحابي كأنهم نظروا إلى ملك الموت ، فأقسمت له بحق الله ورسوله ، فاستحيى وخلى سبيلي . قالوا : فدعى أبو بكر جماعة الحدادين فقالوا : إن فتح هذا القطب لا يمكننا إلا أن نحميه بالنار . فبقي ذلك أياما والناس يضحكون منه ، فقيل : إن عليا جاء من سفره ، فأتى به أبو بكر إلى علي يشفعه في فكه ، فقال علي عليه السلام : إنه لما رأى تكاثف جنوده وكثرة جموعه أراد أن يضع مني في موضعي فوضعت منه عندما خطر بباله وهمت به نفسه . ثم قال : وأما الحديد الذي في عنقه فلعله لا يمكنني في هذا الوقت فكه ، فنهضوا
636
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 636