نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 618
وجه ثالث : احتج القوم على إمامة أبي بكر بأن النبي صلى الله عليه وآله قال : لا تجتمع أمتي على خطأ . وقد اجتمعت على أبي بكر ، فيكون إماما . وهذا الخبر بعينه يلزم منه إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ونفيها عن أبي بكر ، لأن الأمة بأسرها اجتمعت على إمامة علي ، لكن منهم من قدمه بعد الرسول عليه السلام بلا فصل ومنهم من جعله رابعا ، فحصل له الاجتماع من الأمة بأسرها . ولا يقدح في الاجتماع في علي كونه رابعا ، لأن الاجتماع من الأمة حصل له على كلا الوجهين كونه أولا وكونه رابعا . وأما الفرقة المحقة الاثنا عشرية لم تقل بإمامة أبي بكر أصلا ، فقولهم اجتمعت الأمة على أبي بكر قول باطل لم يحصل له الاجتماع من الأمة أبدا . هذا على قول من رواه بالرفع . وأما من رواه بالجزم فيكون النبي صلى الله عليه وآله نهى الأمة عن الاجتماع على الخطأ ، فيكون ( لا ) في الخبر ناهية جازمة . ولو سلم الرفع لهم لم يجد نفعا ، فإن لفظه لفظ الخبر ويراد منه النهي ، كقوله عليه السلام ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) ، لأن المؤمن قد يلدغ من جحر مرارا كثيرة ، فلو كان خبرا حقيقة لامتنع لدغه لإخبار الرسول عليه السلام . وجه رابع : احتج القوم بأنهم لو قدموا عليا عليه السلام ارتد كثير من الناس ، لم في قلوبهم عليه من الغوائل والأحقاد والتارات ، فوجب تأخره وتقديم غيره ليؤمن وقوع هذه الحالة .
618
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 618