نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 60
محفوظا ، بالكتاب ، أو السنة المقطوع بها ، أو بهما معا ، أو بالإجماع ، أو بأخبار الآحاد ، أو بالرأي والقياس ، أو بمعصوم . ومن زاد على هذه الأجناس السبعة خالفه الإجماع . أما الكتاب فمعلوم أن تفاصيل الشرع ليست مبينة فيه ، فكيف يكون الشرع به محفوظا . ثم الكتاب نفسه لا بد له من حافظ أيضا موثوق به يحفظه من التبديل والتغيير لتطرقهما إليه . وأما السنة المقطوع بها والإجماع فمعلوم أيضا أن جميع الشرع ليس مبينا فيهما ، إذ لو كان كذلك لارتفع الخلاف فيه . وأما أخبار الآحاد التي ليست بموافقة ، والرأي والقياس فلم يثبت لهم حجة على الأصح من الأقوال ، فكيف يحفظ الشرع بهم . فتعين كون الشرع محفوظا بإمام معصوم ، وهو المطلوب . فإن قيل : هذا الدليل والذي قبله يدلان على وجوب العمل بالقياس والاجتهاد في الرأي ، لأن جميع ما تعبدنا الله به في الشرع ليس مبين في الكتاب ولا في السنة ولا حصل الإجماع عليه ، فلا بد وأن يكون لنا طريق إلى معرفة المسكوت عنه في هذه الأدلة من قول معصوم أو الرجوع إلى الرأي والقياس ، ولم يثبت وجود معصوم ، فيجب الرجوع إلى القياس والاجتهاد في الرأي ، وإلا كان تكليف ما لا يطاق . فالجواب : إن الدليل القاهر قد دل على أن التعبد بالقياس والاجتهاد في الرأي غير جائز في الشرعيات - على ما هو مبين في أصول الفقه - مع أن كثيرا من أهل الجمهور قال ببطلانه ، منهم الفخر الرازي ، فإنه أبطل القياس من أربعين وجها ، وليس هذا الكتاب بصدد أصول الفقه .
60
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 60